(شيئ من الأدرينالين والشرطة)

clarkson smile
مرت عدة سنوات منذ أن سافرت من مطار الخرطوم الدولي، ولكني دائم الزيارة له إما لاستقبال قريب أو وداع لمسافر، في السابق كنا نؤجر “أمجاد” و ندفع المعلوم، ولكن بعد استخراج رخصة القيادة ساعدني الأصدقاء بسياراتهم، فالسفر والعودة دائما بعد منتصف الليل هي العادة، لكن مع وجود السيارة أصبحنا ننام وننطلق في الصباح الباكر حيث الشوارع خالية والصمت المطبق.
أنا أكره الروتين، ولكن في بعض الأحيان تجد طريقا ينفع معك فتكمل فيه، وهذا ما يحصل معي دوما، أنطلق في طريق محدد للذهاب والعودة، على الرغم من أنه مظلم وضيق ولكنه يؤدي الغرض المطلوب منه في إيصالنا للمطار بسرعة وأمان، اليوم ودعت أختي المسافرة للإمارات، سلكنا نفس الطريق في الذهاب، لم يقابلنا أي شيئ غير اعتيادي بالمرة بل أننا توقفنا في اشارات المرور الخالية كمواطنين صالحين، ولكن عند العودة قلت لأخي لماذا لا نغير الطريق هذه المرة ونستمتع بأضواء شارع المطار وبهجته بعيدا عن شوارع الصحافة الضيقة والمظلمة، فأجاب بالإيجاب . واصلنا طريقنا حتى كنار ثم اتجهنا غربا..
الشارع كان سالكا وخاليا، إلى أن وصلنا التقاطع الأول ثم بعده بدأت تختفي معالم الطريق وبدأت تظهر أشياء غريبة وعلامات ملونة في منتصفه، لنكتشف العديد من الحفر والمياه التي انسابت بسلاسة من المواسير لتعيد الحياة إلى التربة وتنعشها!، هنا قال أخي ليتنا لو التزمنا بطريقنا الروتيني، قلت له اكتشاف شوارع الخرطوم مهم كذلك، فنحن لا تتاح لنا فرصة كل يوم لقيادة السيارات، أكملنا المسير حتى وصلنا إلى تقاطع محطة سبعة، الإشارة كانت حمراء، و أمامنا هايس متوقف، ثم اخضرت الإشارة و لم يتحرك الهايس فعلمت أن هناك خطبا ما، و إذا بدورية شرطة كاملة وتفتيش، هنا تذكرت منشورات مجموعة احترس أمامك كشة، حيث نبهوا بوجود حملات تفتيش في الشوارع والتقاطعات لكني لم أصادف واحدة منها خلال الأشهر الماضية، وهنا بدأ الأدرينالين يفور في الدم، فهي تجربة جديدة، التعامل مع الشرطة و أنت في موضع الشك وليس الخدمة .
تحرك الهايس الذي أمامنا واختفى من الأنظار مع اقتراب الشرطي نحونا، ألقى السلام وسألني عن الرخصة وترخيص السيارة، كنت قد جهزتهما مسبقا لأي سؤال، سلمته إياها فقام بالتدقيق عليهما و التأكد من لوحات السيارة ثم سألني ” من وين جايين؟ ، وماشين وين؟” فأجبته بأننا عائدون من المطار بعد إيصال أختي المسافرة، و بسبب مواعيد الطيارة المتأخرة فهو ما جعلنا نحوم في هذه الساعة المتأخرة من الليل، و الآن نحن في طريقنا للمنزل، الحمد لله لم يسألنا أي أسئلة أخرى وسمح لنا بالذهاب، ولكن كيف ننطلق و الإشارة تحولت لوضع الوقوف الإجباري، آثرنا الوقوف حتى يفسح المجال لنا، فقطع الإشارة الحمراء أمام دورية كاملة من الشرطة خطأ كبير ويزداد جرمه في منتصف الليل.
مع تحول الإشارة للأخضر المريح رأينا في الاتجاه المقابل صاحب شاحنة صغيرة (بوكسي كما يقولون) و أبوابه مشرعة و مجموعة من العساكر يبحثون فيه، حمدت الله أننا (تخارجنا)، ولكن أين الشارع، فقد ضاعت معالمه تماما واستبدل بطبقة من التراب والحصى، حتى وصلنا لتقاطع صغير وجدناه مقفلا بآليات صيانة الطرق ، اتجهنا يمينا للعودة إلى طريقنا القديم، قلت لأخي لماذا لا نغير الطريق مرة أخرى!، سيكون من الممتع لو ممرنا بدورية شرطة.
هنا تذكرت أحد صحفيي السيارات الذي أتابعه حيث يملك سيارة نادرة وغريبة من نوع نيسان جي تي آر قديمة وقابلة لللإنقراض، تم توقيفه مرتين في نفس الليلة وعلى بعد 5 دقائق من كل توقيف، فأخبر الشرطي الثاني بأنه تم توقيفه قبلا و أبرز له الإيصال فسمح له الشرطي بالمرور، فهل سيحصل معي مثل ما حصل له.
واصلنا التحرك في الشارع إلى أن وصلنا إلى التقاطع الذي كنا ننوي دخوله فبرز لنا شرطيان من العدم، كانت في الطريقة معنا ركشة أشاروا لها بالتوقف أيضا، اقترب الشرطي و ألقى السلام، لم يكن مخيفا، طلب مني الرخصة والترخيص، ولكسلي الشديد أخبرته أننا قد أوقفنا قبل دقائق في تقاطع محطة سبعة، في محاولة مني للمرور بسرعة، ولم أتوقع أن يسمح لي بالمرور لكن قال لي ” كان كده خلاص” وسمح لنا بالذهاب.
قلت لأخي من المضحك لو أننا توقفنا مرة ثالثة هذا المساء، فأجاب بأن نلتزم بالطريق الروتيني فقد أخذنا كفايتنا من الأدرينالين هذه الليلة، وصلنا إلى البيت من دون أي تثبيتات أخرى والحمد لله.
= لا أدري ما السبب وراء هذه الحواجز ولكن أتمنى لكل المواطنين الأمن و الأمان.
الصورة محاولة لتقليد ابتسامة جيريمي كلاركسون

راشد دياب و بساطة الجمال

إقرأ

حتى اللحظة هذه زرت مركز راشد دياب مرتين في الأشهر الأخيرة، سمعت عنه في مؤتمر تيد إكس خرطوم، أعجبني حديثه، و شدتني صور المباني والحدائق فيه، فهو مبنىً ليس كغيره من المباني المحيطة به، مبنىً يحمل رؤية فنان خالصة، فيها تمتزج البساطة بالأناقة، والفضاءات الواسعة بالألوان المشكلة، مبنىً بعيد عن التقليدية المفرطة، تكفيه أرصفته المليئة بقوارير العطور وإضاءاته المزخرفة بالزهور، و رواده الذين يصنعون البهجة والسرور.

في كلا المرتين التين زرت فيهما مركز راشد دياب إلتقيت به شخصيا، تسامرنا و أفرد لي مساحة خاصة على الرغم من  كبار الزوار الذي كانوا معه، تبسط معي في الحديث و أخبرني بكل ما أريد معرفته، شدتني كلماته في وصف اللوحات الفنية لأحد الفنانين أنقلها لكم في آخر المقال، نحن في السودان نحتاج إلى أشخاص يزرعوا فينا قيمة الجمال كراشد دياب، الجمال لا يرتبط بالغالي والنفيس و إنما بالمعاني والفرادة، فرب منطقة بسيطة تحس فيها بالألفة والأنس خير من ألف منطقة راقية مطوقة بالأسوار والحديد، فكما قالوا الجمال في البساطة، و نحن في السودان أناس بسطاء يبهجنا المطر و النيل ويضيق بخلقنا الحر والضيق، فلنخرج أجمل ما فينا

في معرض يحمل العنوان رؤية خاصة لفنان شاب هو عمر حسن بابكر، رأى قِطَع الأخشاب مرمية ومهملة، ففكر لم لا يصنع منها شيئا مميزا وفريدا، هي في النهاية لم يعلن أحد أنه يحتاجها، ومنظرها يشوه البيئة و الجمال، أخذ الألواح واعتنى بها و أخرج أفضل مافيها، هي ليست بتلك الاستقامة التي يحملها الخشب الجديد، وليست بتلك الانتظامية في الخواص، هي أخشاب مميزة تحمل عبق السنين وضربات الدهر، و لا بأس بأن كان بها شيئ من الإعوجاج فلم تكن الاستقامة فقط هي أسلوب حياة، تصالح الفنان مع عيوب الخشب فأبرز الخشب أجمل صفاته، وهنا أشير لتعليق الفنان راشد دياب حول المعرض، كلماته كانت ملهمة لي بقدر ما كانت منتقاة بعناية تخرج من فمه بسلاسة لا أجيدها، يتحدث عن اللوحات والفن و كأنه شاعر يرى مواطن الجمال فيما نؤمن به بؤسا، ويخرج الأمل من بين أنقاض الإحباط والحزن، يحكي دياب فيقول

“عمر لديه تجربة مميزة، هي بحث في سطح المهمة التي يكتشفها خيال الفنان وهي مرمية ، أو مسنودة أو في أي مكان، هي مستخدمة. ولكنها تحمل ألوان و أشكال و أسفار ومدن ، و حتى روح من الخط العربي الجميل، ومعاني من الآيات البينات والحكم المأثورة.

هذا ما يفعله صاحبنا يسبغ على اللاشيئ شيئٌ من القدسية والجمال، بعضهم يقولوا إعادة تدوير، أقول هو تدوير للحياة في مربى الجمال و تحويل القبح إلى جمال.

هذا المعرض يحوي أعمالاً سمتها الغالبة هي الشجاعة في التنظيم وإيقاع اللون في اللوحة والتكوين العام والتحرر التدريجي لحدة الخطوط خاصة العربية التي تحولت إلى أشكال موحية في بعض اللوحات مثل إقرأ.

الفنان أنجز منها لوحات كل واحدة لها تفردها في التناول، تتجمع في أنها حملت تصورا مشتركاً في طرح فكرة السمو بالأشخاص و الأشياء الضعيفة، باسم الجمال، و هو فن التدوير و الأصل هوعمل تكويني تركيبي، قطعٌ تشكل لوحة واحدة أضاف اللون تصميماً لها”

لطالما حسدت الفنانين على الحرية التي يجدونها في التفكير والتعبير، فقدومي من خلفية هندسية جعلني متقيد بالمسطرة و الأبعاد، ولكني أحاول فرد جناحيَّ لأصل إلى المتعة والجمال الذي يشعر بها أولئك الفنانون.

تجربتي مع صنع خبز البراتا

خبز البراتا بعد الطهي

   قبل أن أدخل في تفاصيل البراتا، أود القول أنني لبثت معظم عمري في دولة الإمارات، وفيها جربت العديد من أصناف الطعام المحلية والشعبية، ولكن لم أستطب منها أكثر من خبز البراتا الهندي أو الآسيوي سمه ماشئت، كنا دائما نشتريه في إجازة نهاية الأسبوع بعد العودة لجلب الماء العذب من إحدى آبار مزارع مسافي صباحا، نعود إلى المنزل ونتناوله بالجبنة البيضاء أو بجبنة المثلثات ساخنا طريا بقوامه المطاطي القريب من (القراصة -أكلة سودانية)، نشتريه ملفوفا بورق الألمونيوم، يتصاعد البخار من فتحات الكيس، تجربة كنا ننتظرها بفارغ الصبر.

  حاولنا في الكثير من المرات خبْزَه في المنزل لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، حاولت البحث في الانترنت لكن لم أتوصل إلى وصفة صحيحة، وكأن وصفة البراتا هي شفرة صواريخ نووية، يتم تناقلها مشفرة بأعلى المعايير في الانترنت كما كان يقول مقدم أحد البرامج التقنية ساخرا!، تركنا بعد ذلك محاولة خبز البراتا، لأن المطاعم قريبة من المنزل والأسعار في متناول اليد “السوق أقرب وطعامه أطيب!”، وذلك حتى أتيت إلى السودان، أكثر من سنتين انتقضتا ولم أتذوق البراتا، ولا توجد مطاعم أعرفها تخبز ذلك الخبز، و انقضت السنوات، إلى أن رحلنا في شقة أسكنها أنا وإخوتي، وهناك بدأت التجارب، مرة الخبز ناشف و متكسِّر، ومرة قراصة متغولة باسم البراتا، حتى أتتت هذه الليلة، فبعد جهد جهيد بالطواف على صفحات الانترنت و إطارات اليوتيوب، أخذتني الثقة بالنفس و دفعني الجوع لأبعد الحدود فقمت مسرعا إلى المطبخ وبدأت العمل..

طبقت كل ماف الوصفة التي تتكون من الدقيق والملح والسكر والزيت و البيض، ولم أجد اللبن، ضربت العجين وتركته ليرتاح مدة من الزمن ثم بدأنا باللف والدوران حتى أصبح على أيدينا رغيف مدور مطاطي القوام، أشعلت النار وكلي أمل أن يخرج الخبز محمر الخد، ساخنا نديا، ولم يخيب أملي!، أسرعت وو ضعته على الحفاظة (الساخن – بارد) ورججتها ، حيث من المتعارف أن تضرب رغائف الخبز على الجنبات حتى تتمايز الرقائق المكونة لسمكه، فهي التي تميز البراتا عن بقية أنواع الخبز، فتحت الحفاظة، يا إلهي إنه يبدو مثلما كنا نشتريه،أخذت قضمة.. الطعم هو هو، القوام مطاطي دهني لذيذ، ناديت أخي، جرب الخبز، قال إنه يبدوا مثلما كنا نشتريه ، تعال و أحضر معك جبنا لنأكل به هذه البراتا الساخنة قبل أن تبرد، ولاتنس احضار الكاميرا لنوثق لهذه اللحظة التاريخية!

(طفحنا) البراتا بحمد الله، و أنا أسمع صوت أخي يقول إنه من المفترض أن يحتوي غدائنا على البراتا، و لابد أن تنضم إلى قائمة طعامنا اليومي، لم أسمعه بوضوح و أنا أقضي على آخر رغائف البراتا مع جبنة المثلثات، هي تجربة جميلة وستتكرر بإذن الله

بما أنك مررت على هذا المقال أيها القارئ فإنك تتوقع وجود الوصفة الخاصة بصنع البراتا، ولا أضيع عليك الوقت أكثر من ذلك ، تعال معي ولنرى ما تحتاجه ، بإمكانك أيضا قراءة الوصفة من أسيادها هنا

المكونات لأربعة أشخاص

1- 500 غرام من الدقيق

2- بيضة واحدة

3- ملعقة صغيرة من الملح

4- ملعقتين صغيرتين من السكر

5- نصف كوب شاي من الزيت

6- ماء

طريقة العمل:

 نخلط  المكونات مع بعضها ونضيف الماء بالتدريج إلى أن نحصل على قوام مرن مطاطي، نترك العجينة لترتاح لمدة نصف ساعة بعد مسحها بالزيت و نغطيها بقماش أو أي غطاء حتى لاتنشف على الرغم من الزيت يساعد في تقليل جفاف العجين، ثم بعد تلك النصف ساعة نقطعها إلى قطع صغيرة هي التي سنعمل عليها قطع الخبز، نكور القطع ونمسحها بالزيت ونتركها لمدة نصف ساعة على الأقل أو أربع ساعات للحصول على النكهة المميزة، بالطبع لم أنتظر أكثر من نصف ساعة، المرحلة القادمة هي الأهم في مرحلة صناعة البراتا، نقوم بفرد العجينة على أقصى ما بمكن حتى تصبح شفافة و بسمك الورقة، لذلك من الأفضل العمل على مساحة مفتوحة، ثم نمسحها بملعقة من الزيت و بعد ذلك نطوي العجينة ، هناك البعض من يطويها بشكل مربع ، لكن الطريقة الشائعة هي بطويها على شكل Zig-Zag مثل شوكولاتة فليكس جالاكسي ثم بعد ذلك نلف العجينة على شكل دوائر مثل السينمان رول ونضغطها حتى تصبع بالسمك الطبيعي حوالي ربع سنتيمتر، نخبزها على نار متوسطة كل وجه لمدة دقيقتن أو حتى الاستواء، بعد أن ينضج الخبز نضربه بالأطراف حتى تنفصل الرقائق و نحصل على القوام المميز للخبز وبالهناء والشفاء

عجينة البراتا

طريقة عمل البراتا

طريقة عمل البراتا

طريقة عمل البراتا 5

طريقة عمل البراتا 5

وصفة البراتا

prata bread

البراتا

ضرب البراتا من الجوانب!

خبز البراتا بعد الطهي

خبز البراتا بعد الطهي

السمنة خطر يهدد عالم السيارات!

fat cars

fat cars

مع تنامي شروط الأمن والسلامة والمواصفات التي يطلبها المستهلك بدأت السيارات تتضخم في الحجم وتكبر في الوزن، السيارات الموجودة في الصورة يمكن اعتبارها صغيرة ما عدا البورشة نوعاً ما، فتأمل باقي الفئات الأخرى في صناعة السيارات.

تجربة القيادة في السيارات أصبحت في خطر مع هذه السمنة فافتقدنا الشعور الرياضي و توزيع الوزن المثالي، ومع ذلك فلا تزال هناك بعض الاستثناءات، كسيارة بي إم دبليو الفئة الأولى (كوبيه)! و ذلك لأن هناك أنواعا أخرى من الفئة الأولى و كل ذلك الفضل يعود لبي إم دبليو لرغبتها الدخول لكل سوق من أسواق السيارات، وحتى و إن لم يحتاجه الناس، فابدأ بخلق الحاجة لمنتجك!، المهم الفئة الأولى موضع الحديث أصبحت أبعادها مثل أبعاد الفئة الثالثة في زمن السبيعينيات، والفئة الثالثة اليوم أصبحت أبعادها بين الفئة الخامسة والسابعة في السبعينيات.

لذلك أصبع عشاق السيارات من الفصائل المهددة بالانقراض!، حتى نواقل الحركة اليدوية أصبحت في تناقص، و أصبح (عشمنا) أكبر في السوق الأوروبي كونه من أكبر مستهلكي السيارات ذات السرعات اليدوية، طبعا السيارات التحت دي كلها أوروبية و كلها توفر علب التروس اليديوية (كجزء) من تجهيزاتها، لكن من يدري عن المستقبل؟

هل ممكن أن نقول لا لأكياس البلاستيك

مركز التميز بمجموعة دال

هذا العنوان كان لمحاضرة أقيمت في مركز التميزالتابع لمجموعة دال، والمحاضرة هي جزء من مشروع مستمر  بمجموعة دال يعرف ب RRR المهتم بتقليل وإعادة استخدام النفايات وتدويرها.

قدم المحاضرة الكاتب والأكاديمي د.محمدعبدالله الريح تحدث فيها عن أنواع الاكياس البلاستيكية، فمنها ما هو معد للاستخدام أكثر من مرة، ومنها ما هو صديق للبيئة وقابل للتحلل Biodegradable وكذلك تلك الأكياس المعدة للتخلص من النفايات والأوساخ بكافة أنواعها

 في الحديث عن التأثيرات السلبية لأكياس البلاستيك يقول د.الريح بأن الكثير من الناس يستخدمون الأكياس البلاستيكية السوداء اللون في حمل الأطعمة، حيث أنها تحتوي على مواد ضارة قد تتسبب بالأذى عندة اختلاطها مع الطعام، كما قال أيضا بأن أكياس التبغ أو( التنباك ) تعبأ في أكياس سوداء أحيانا، ولذلك فهي ضارة، إضافة إلى أضرار التنباك الأخرى حيث قال بأن نسبة مقدرة من جزيئات التنباك تعلق في الجو بعد أن تحملها الرياح  تقوم بتلويث الأطعمة المكشوفة كالخضروات والفواكه والخبز ولذلك يرى د.الريح أن تستعمل الأكياس السوداء فقط في التخلص من النفايات والأوساخ.

 أما عن الأكياس القابلة للتحلل فيشير د.الريح أنها  تتضمن في مكوناتها بعض المواد العضوية المستخرجة من السليلوز وغيرها، وهذا ما يساعدها للتحلل بسرعة في التربة خلال عدة أشهر بدلا من الأكياس البلاستيكية العادية والتي تتطلب مئات السنين حتى تتحلل.

مشاركات الحضور أثرت المحاضرة، منها كانت كلمة للسيد محمد الشفيع مسؤول العلاقات العامة بمجموعة دال ، والذي كان يحمل في يده مجموعة من الأكياس مصنوعة من مواد مختلفة  كالورق والخيش، حيث قال بأن أكياس البلاستيك من المفترض أن تمنع لكن يجب أن يكون هناك بدائل لها، ففي وجوده في بريطانيا وجد الجميع يستخدمون أكياس الورق، أو النسيج فلا أحد يستخدم البلاستيك في حمل المشتروات، كما أن القمامة يتم تصنيفها في المنازل، فالمعادن توضع في حاويات مختلفة عن المواد البلاستيكية،والزجاج يوضع منفصلا عن المخلفات العضوية، بينما ما تزال المخلفات في السودان تعالج في المحطات الانتقالية أو من قبل جامعي القمامة، عقب د.الريح بأنه هناك تجربة لبعض الولايات كالقضارف في منع الأكياس البلاستيكية، لكن لم يكن هناك بديل جاهز،  ولذلك أصبح الناس يستخدمون أكياس الاسمنت الورقية أو ورق الجرائد في مل الأطعمة وهي ضارة بالصحة  خصوصا أحبار ورق الجرائد، لكن من الممكن معالجة هذا الورق وإعادة تدويره بعد التخلص من الأحبار والمواد الغير مرغوب بها.

من الحضور من أشار إلى اختفاء القفة في حمل المواد الغذائية حيث قال بأن القفة يمكن استخدامها مرات عدة، كما أنها تسمح للفواكه والخضروات بالتنفس، والوصول إلى وجهتها طازجة وجيدة، وهنا أشار د.الريح بأن صناعة القفة وقفت في محلها دون تطوير بعد أن غزت الأسواق البلاستيكية الأسواق.

في نهاية المحاضرة تحدثت حسناء عبد الوهاب مديرة المشاريع بقسم المسؤولية الاجتماعية بمجموعة دال عن المشاريع التي قاموا بها في المجموعة لإعادة التدوير و منها صناديق الكولا القديمة حيث يتم فرمها وتقطيعها إلى قطع صغيرة وادخالها كمادة خام في صناعة الصناديق الجديدة،  وأيضا اعادة تدوير الأوراق المستخدمة في المكاتب لتشكل أطباقا ، تستخدم لحمل البيض، بالاضافة إلى استخدام القواعد الخشبية أو الطبليات التي تنقل عليها المنتجات كمكتبات بعد انتهاء عمرها الافتراضي، كما أشارت حسناء إلى أن النقود العائدة من عمليات التدوير يتم وضعها في صندوق  5 في 5 حيث يساهم الصندوق في مساعدة العديد من المراكز العلاجية والمستشفيات بمختلف أنحاء السودان.

، صاحب المحاضرة معرض فني عرض فيه كيس بلاستيكي ضخم مكون من أكياس بلاستيكية صغيرة مربوطة ببعضها البعض، وبعض المشغولات والاكسسوارات المصنوعة من البلاستيك وشوالات البلاستيك، إضافة إلى لوحات فنية من صنع د. محمد عبدالله الريح عبارة عن صور لأكياس نفايات تلاعب بها عبر برنامج الفوتوشوب لتخرج في شكل لوحات فنية

بقرة من أكياس البلاستيك

اكسسوارات وأعمال فنية من البلاستيك كيس بلاستيكي ضخم لوحات د. محمد الريح

زين والانترنت

zain & internet

هناك خطأ ما!!!

أصبحت سرعة الانترنت في منزلنا سريعة فجأة ومن دون مقدمات، أنا غاضب جدا من شركة زين لأنها خربت علينا سهراتنا فأصبحنا ننام كالعصافير وهجرنا نوم الخفافيش!

خلال أقل من 19 ساعة وفي يوم الجمعة الذي كنت أغلب الأحيان أحلم فيه بكيلوبايت أو أكثر من الداونلود، الآن تنهال علينا عشرات الجيجابايتات من دون رقيب ولا حسيب، وكأننا نملك تخزينا سحابيا لا متناهي المساحة!

قبل أسبوع فقط كنت أسهر لوقت متأخر فقط لأحمل عدة صفحات أبدأ بها يومي التالي، أما الآن فإنني أجدول مجموعة من التنزيلات تمتد على مدار صفحات من برنامج الدانلود مانجر، ومعها ملفات أخرى من مواقع التورنت.

قد يسأل البعض مالذي تحاول تنزيله من الانترنت؟ ، فالإجابة أولا أن اعتمادي الأساسي على مشاهدة الفيديو هو على الكمبيوتر، لأنه حتى الآن يبدوا التلفاز شيئا بعيدا عن واقع الزمن السريع، و الأمر الآخر هو أنني أتابع أكثر من 400 قناة على اليوتيوب وأكثر من 50 برنامج وثائقيا، كل هذه القنوات تحدث محتواها المرئي بصورة شبه أسبوعية، لذلك أنزل معظم محتوياتها محاولا اللحاق بآخر الأخبار في مجال السيارات والتكنولوجيا والطبخ والرحلات!

زين عالم غير قابل للتوقع!، فمن ساعتين من الاستخدام اليومي إلى يوم كامل من التصفح والتنزيل اللامحدود، أصبحت أنام وكلي طمأنينة بأن سجل التحميلات أجده مكتملا كل يوم بعد الاستيقاظ لأصحوا على أحلام غيغابايتية تهزم بعبع الاستخدام العادل، وتملأ ما تبقى من مساحات أقراص التخزين!

‫#‏في_انتظار_الجيل_الرابع‬ ‏‎

ما بين السوبر شارجر والتوربوشارجر

توربوشارجر مع سوبر شارجر

التوربو: الأشياء الجميلة في الحياة تستحق الانتظار!
السوبر شارجر : لكن من يحب الانتظار؟

الخلاصة: التوربو ‪‎Turbo Charger‬ بياخد زمن لحدي ما يديك القوة المطلوبة فيما يعرف ببطء استجابة التوربو Turbo lag‬ ، بينما السوبرشارجر يمد المحرك بالقوة المطلوبة فورا دونما تأخير.

التوربو والسوبرشارجر هي اضافات للمحرك بحيث تزيد كفائته على الاحتراق، التوربو يكثف الهواء اعتمادا على ضغط الهواء الخارج من العوادم وبذلك لا يتسبب في أي أحمال على المحرك، ولكن يعيبه التأخر الزمني بين الضغط على دواسة الوقود واستجابة المحرك لتلك الضغطة فينتظر التوربو المحرك ليقوم برفع دورات المحرك التي بدورها تدير شفرات التوربو التي بدورها ترسل الهواء إلى المكثف ليتم تبريده ومن ثم يرسل للمحرك، لذلك يجب عليك ابقاء المحرك في عدد دورات معين لكي تحظى باستجابة التوربو، لأنه عند الدورات المنخفضة للمحرك لا يكون التوربو ذو تأثير فعال.

السيارة فراري Ferarri F40‬ الأسطورية كانت احدى السيارات التي تعاني من بطء استجابة التوربو، حيث كان يمكن لسيارة تويوتا بريوس أن تسبقك عند الانطلاق من الاشارة، ولكن عندما يستجيب التوربو في الفراري تذهب ابتسامة سائق التويوتا أدراج الهواء، لذلك لايحظى التوربو بتقدير من مهندسي الفراري!

الآن هناك بعض التطورات في التوربو حيث أصبح يوضع في منتصف المحرك ذو الشكل V بين الاسطوانات لكي يكون أقرب إلى مخارج العادم ومنه تقليل زمن الاستجابة للتوربو.

السوبر شارجر Super Charger‬ يعتمد في عمله على دوران المحرك، فهو مرتبط به بعدد من السيور أو الجنازير، من خلالها يعمل ليكثف الهواء الداخل إلى المحرك حتى يشتعل الوقود بكفاءة أعلى، وبذلك الارتباط بين المحرك والسوبرشارجر لايكون هناك تأخر فعلي بين الضغط على دواسة الوقود وبين استجابة المحرك، لكن على الجانب الآخر يسبب هذا الترابط فقدان جزء من طاقة الحركة التي يتم تعويضها من قبل السوبر شارجر، لذلك هي معادلة لابد من توازنها فقد لايكون السوبر شارجر ذا فائدة قصوى على أداء المحرك في بعض الحالات!

الآن هناك من دمج بين التقنيتين ليحصل على خلطة شهية، منها سيارة فولفوVolvo XC90 الجديدة، والتي تحمل السوبرشارجر للاستفادة من طاقته أثناء انطلاق السيارة حيث يساعد في توفير العزم على الدورات المنخفضة، لكن ما إن يبدأ المحرك بالتحمية حتى يصدر التوربو هديره المعروف، كل ذلك في تكامل وفعالية بين التقنيتين، والرابح الأكبر هو السائق!

نجد في بعض السيارات كالمكلارين Maclaren_P1 والتي تعتبر من السيارات فائقة السرعة عددا من شواحن التوربو، من دون السوبرشارجر؛ لكن محركها الكهربائي يكمل نقص الاستجابة المطلوب، حيث أن المحركات الكهربائية تولد عزمها بصورة مباشرة منذ دورات المحرك الأولى ، لذلك لا نستغرب من تسارع سيارة تيسلا مودل اس Tesla P85D‬ المجنون والذي يجعل السيارة تتخطى حاجز المائة كيلومتر في 3 ثوان في تحد سافر للقوانين الفيزيائية ولصناع السيارات فائقة السرعة.

لاأريد الاطالة أكثر من ذلك، لكننا الآن نشهد نهايات حقبة محرك الاحتراق الداخلي لصالح محركات الكهرباء التي أثبتت فعاليتها وجداراتها، ولذلك سأشارك معكم خلال الأيام القادمة جزءا من التطورات في مجال المحركات.

كار ثروتل لديهم مقال جميل في المقارنة بين الاثنين